الثورة الصناعية
في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ظهرت الثورة الصناعية نتيجة اكتشاف قوة البخار واستخدامه في الصناعة، وترتب على هذه الثورة تحول العمل اليدوي إلى عمل ميكانيكي، أي حلة الآلة الميكانيكية محل اليد البشرية، وتحول دكان الحرفة أو الورشة الملحقة بالمنزل إلى مصنع قائم بذاته، وتحول الشعب الأوروبي من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي، وتحولت الحياة من الريف إلى الحضر.
كانت بداية الثورة في بريطانية لعدة عوامل:
كانت تمتلك كميات كبيرة من المواد الطبيعية كالفحم والحديد، وبقية المواد الخام كانت تستوردها من مستعمراتها.
امتلاكها لأسواق محلية واسعة وأسواق خارجية في مستعمراتها.
وجود شبكة مواصلات حديثة داخلياً وأسطولاً بحرياً قوياً يصل إلى مستعمراتها.
أدى استعمال الآلات الميكانيكية إلى زيادة الإنتاج وبالتالي اتسعت الأسواق، وأصبح إنتاج السلع ليس مقتصرا على إشباع حاجيات الناس فقط وإنما من أجل الربح أيضاً، وظهر بين المنتج والمستهلك شخص أخر هو الموزع.
الثورة الصناعية الثانية لثورة التكنولوجية:
في منتصف القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية بدأ معدل التغير والتطور يزداد بسرعة هائلة تفوق بمراحل ما حدث في الثورة الصناعية الأولى، ويتمثل هذا التغيير فيما يسمى الآلية في الإنتاج وذلك باستعمال أجهزة إلكترونية، حيث حلت الآلة محل جزء كبير من العمل الذهني أو الفكري.
وترتب على استعمال الآلات الأوتوماتيكية زيادة الإنتاج إلى حد تعجز الأسواق عن امتصاصها، مما جعل الدول الصناعية تفتح أسواق جديدة في الدول النامية فترتب عليه موت التجارة الحرة وظهر اقتصاد مبني على التوسع والاستغلال عرف بالاقتصاد العالمي.
تكوين المدينة وتأثيره على ظروف المعيشة بها
المساكن:
إذا نظرنا إلى مسطح أي مدينة يتبين أن جزءا كبيرا منه تشغله المساكن على شكل مجموعات وأحياء مبعثرة على أطرافها, ويجب أن يكون المسكن محققا لحد أدنى من رغبات الإنسان وان يكون الوسط المحيط به صحيا.
أماكن العمل:
كانت مواقع المصانع والمصالح الحكومية والأعمال والتجارة لا يتفق ووظيفتها وطبيعتها ومصلحة سكان المدينة، بل أسندت في أماكنها بدون أي نظام.
المرور:
ومن خلاله يتضح فشل المدينة بدرجة ملموسة بسبب تكوين المدينة ذاتها وللأسباب التالية:
التوزيع الغير منتظم لجميع عناصر المدينة.
شبكة الطرق الموجودة بالمدينة إما أنها طرق ضيقة متعرجة أو أنها مستقيمة شبكية أو إشعاعية، وعند ظهور السيارات لم تفي هذه الطرق بالوظيفة المطلوبة منها وزاد عجزها عن مجابهة المرور بسبب ضيقها ونتيجة لكثرة التقاطعات ويوجد في كل شارع جميع أنواع المرور (المرور الطولي، والمرور المحلي، والمشاة، وجميع أنواع وسائل النقل)، وكثير من الشوارع ذات المرور الكثيف تقطع وحدة المناطق السكنية والتجارية.
1- البناء المباشر على طول الشارع يسبب اختناق المرور بسبب وجود سيارات منتظرة على جانبي الطريق.
أماكن الترفيه:
بسبب النمو المتزايد للمدينة ضاعت المسطحات الخضراء وبالتالي عانت المدينة نقصا في أماكن الترفيه.
الظروف المناسبة للمعيشة:
أن يحقق المسكن الحد الأدنى من رغبات الإنسان واحتياجاته، وأن يكون الوسط المحيط بالمسكن صحياً.
أن يكون مكان العمل صالحاً للغرض الذي يؤدي به حتى يقبل الإنسان على العمل منشرحاً نشيطاً.
أن يكون الوصول بين المسكن والمعمل سهلاً وأمناً.
توفر قسط من الخدمات والمرافق العامة للترويح عن النفس.
خصائص المساكن في العصر الصناعي:
تتميز بمجموعة من الخصائص تتمثل في:
جزء كبير (حوالي 40%) من المدينة تشغله المساكن على شكل مجموعات مبعثرة على كل أجزائها.
نتيجة التزايد السكاني الكبير صارت معظم الأحياء السكانية مكتظة بالسكان.
معظم المساكن تنقصها التمتع بالقسط الضروري من الهواء والشمس ووجود حديقة وتوفر الهواء والهدوء والخصوصية، وتوفر عدد الحجرات الكافية لعدد السكان.
محاولات الإصلاح في القرن التاسع عشر والعشرين:
1- المشروعات التقدمية في القرن التاسع عشر :
ظهرت في القرن التاسع عشر مشاريع لم ينفذ منها إلا القليل وكانت عبارة عن مجموعات سكنية تتخللها مسطحات خضراء ومزودة ببعض الخدمات العامة الضرورية.
2- محاولات الإصلاح في الاتجاه التجميلي:
بدأت بظهور كتاب القواعد الفنية لتخطيط المدن تأليف المهندس النمساوي Camillositle 1889 والذي يعتبر نقطة التحول في تاريخ تخطيط المدن الحديثة حيث قدم بعض التوجيهات وهي :
ضرورة العدول عن المعالجة السطحية التقليدية للمدن.
الدعوة إلى ضرورة ربط المباني في علاقة توافقية عضوية.
تصميم الشوارع والميادين على اعتبار أنها حيز هو في حد ذاته عنصر من عناصر المدينة.
3- محاولات إصلاح التكوين الانتفاعي للمدينة وتنظيمها لتحسين الظروف المعيشية لسكانها.
وتنقسم إلى قسمين :
1-حركة ال Garden City وما تبعها .
2-تخطيطات نظرية لتنظيم المدن.
حركة garden - city
(مدينة الغد الحدائقية)
نشوء الفكرة:
في نهاية القرن 19 ظهر في إنجلترا كتاب هاورد (haward) والذي أسماه الغد (tomorrow) نادى فيه بفكرة جديدة لتخطيط المدن وهي بنائها من جديد على أساس جديد وقد بنى فكرته على تساؤل: المدينة والقرية أي هذين التكوينين يمكن أن يوفر للإنسان ظروف الحياة الكاملة ؟
وقد وصل إلى أن لكل منهما عيوبه ومزاياه واستخلص من ذلك أن الحياة اللائقة لا تتوفر إلا في ظروف تجتمع فيها مزايا المدينة والقرية وتنتفي فيها عيوبهما.
وعلى ضوء ذلك اقترح إنشاء مدينة جديدة لتحقيق هذا الغرض اسماها مدينة الغد الحدائقية the garden - City of tommorrow.
فكرة مشروع (Garden - City):-
صنف هاورد المدينة لأن تكون مدينة للحياة السليمة والصناعية وقال أنه لا يراد منها أن تكون مستعمرة سكنية مغلقة، ولكن مدينة كاملة العناصر يسكنها عدد معين من السكان لا يزيد ولا يقل عن عدد يكفل بها حياة اجتماعية كاملة.
وقد حدد لها الشروط التالية:-
أن تكون الأرض ملك لسكانها بالاشتراك.
حدد عدد سكانها بنحو 32 ألف نسمة.
إذا احتاج الأمر إلى إسكان أكثر من هذا العدد يكون ذلك بإنشاء مدينة مركزية يسكنها نحو 58 ألف نسمة.
يحيط بالمدينة المركزية المدن الصغرى (Garden - City).
ترتبط المدينة المركزية بالمدن المحيطة بواسطة شبكة دائرية من السكة الحديدية وشبكة إشعاعية من الطرق.
يحيط بكل مدينة المزارع والأراضي الطبيعية (للربط بين المدينة والريف).
مصادر ارتزاق السكان تنقسم إلى نوعين:
أ- الصناعة الموجودة في تخطيط مدينة الغد الحدائقية.
ب- الزراعة الموجودة في الحقول المحيطة بالمدينة.
مما سبق يتضح أن هذه المدينة توفر للسكان كل احتياجاتهم دون الحاجة إلى الانتقال من المدينة، فالسكن موجود والعمل موجود والطبيعة موجودة.
المدن التابعة
نشوء الفكرة:-
بعد ظهور نظرية مدينة الغد الحدائقية وبداية تنفيذها ظهرت بعض التغييرات والتطويرات سعياً في الحصول على أفضل وضع ولإيجاد الراحة التامة للسكان ونتيجة لذلك ظهرت نظرية المدن التابعة حيث تم فيها فصل حركة العمل عن حركة السكان.
الفكرة:
إنشاء مدينة خاصة بالصناعة والعمل فقط تحيط بها مدن أخرى للحياة الاجتماعية والسكن. ونتيجة لهذه الفكرة تم الوصول إلى النقاط التالية:
حول مدينة صناعية قائمة وفي نطاق دائرة نصف قطرها 15كم يتم إنشاء المدن التابعة.
عدد سكان كل مدينة يتراوح بين 3000-10000نسمة مخصصة للسكن.
تحيط بكل مدينة مناطق خالية زراعية تفصل المدينة عن المدن التابعة المجاورة وعن المدينة المركزية.
تركيز كافة أنواع الصناعة في المدينة المركزية فقط.
وقد ترتب على جعل الصناعة في المدينة المركزية:
تزايد الضغط على شبكة ا لطرق نحو المدينة المركزية لأن أوقات الذهاب والخروج من العمل واحدة لكافة السكان في كل المدن التابعة.
صارت المدن التابعة تقتصر في الوظيفة على النوم فقط لأن السكان في غير ذلك يكونون في المدينة المركزية للعمل، ونتيجة لهذا يلاحظ أن المدن التابعة قد مرت بثلاث مراحل للتطور هي:-
أ- الجيل الأول (مدن النوم):- وهي المرحلة الأولى حيث كانت تعتمد اعتماد كامل على المدينة الأم (المركزية) في كل أعمالها واحتياجاتها، أما المدن التابعة فكانت للنوم فقط.
ب- الجيل الثاني:- وفيه انتقلت نوع من الصناعة الخفيفة إلى المدينة التابعة لأجل إيجاد نوع من الحركة والحيوية للمدينة مع الاعتماد على المدينة الأم في الصناعة الرئيسية.
جـ- الجيل الثالث: وفيه توفرت في المدينة كافة احتياجاتها من صناعة وخدمات وغيره وأصبحت مستقلة بذاتها في كافة احتياجاتها ومتطلباتها.
عيوب النظريتين السابقتين:
فكره أن مدينة الغد الحدائقية تتيح للفرد الاستقلالية مع أسرته، أدى ذلك إلى استقلال كل أسرة خلف أسوار منزلها مما أدى إلى انعدام الروابط الاجتماعية بين السكان.
أدت إلى ظهور آلاف الوحدات المتكررة على وتيرة واحدة وبنسبة غير معقولة أضعفت من شكل المدينة وطابعها.
كانت النظرية تراعى الربط بين السكن والعمل ولكن عند التنفيذ لم يراعي ذلك فأنشئت المدن الأخرى دون مراعاة لأماكن العمل . ونتيجة لهذا تم تركيز العمل في مدينة مركزية تتوسط المدن الأحرى وسميت هذه النظرية ( المدن التابعة ) ولكن هذه الطريفة أدت إلى تزايد الضغط على شبكة الطرق نحو المدينة المركزية وتزايد متاعب السكان .
المجاورة السكنية:
الظهور:- ظهرت فكرة المجاورة السكنية في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1923م للمهندس (Perry):
نشوء الفكرة:
مرت هذه الفكرة بعدة مراحل في الميدانين الاجتماعي والإسكاني كما يلي:-
1- الميدان الاجتماعي:
كان لابد من محو التنافر بين سكان الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تعدد العناصر والأجناس المكونة للعشب ولذلك كان الحل هو أن تشترك الجماعة في نشاط عام في ميادين مختلفة مثل (التعليم – الاجتماع 0 الرياضة – الإدارة ... الخ)، فكل مجموعة تشترك في نشاط معين تتولد بينهم روح المودة والإخاء.
وبعد ذلك تم تحديد السكن كميدان للاشتراك وعرف بالحي السكني، والسبب في ذلك هو أن السكن له تأثير على النفس الإنسانية حيث يعطي شعور بالولاء والانتماء، وبذلك ظهرت دعوة لتنظيم وتشجيع النشاط الاجتماعي والثقافي بين سكان كل حي وكانت هذه هي النواة الأولى للمجاورة السكنية.
2- ميدان الإسكان:
كان لتأثير نظرية الغد الحدائقية تأثير كبير على التخطيط في الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين. فظهرت الكثير من المشاريع على غرار هذه النظرية مع وجود بعض المستجدات تتمثل في:
شبكات الطرق تختلف عن التخطيط الشبكي.
تضمين الأحياء السكنية مباني عامة لخدمة سكانها.
استخدام المدرسة كمركز لبعض المشاريع.
الفكرة:
اقترح ببري إنشاء وحدة لتخطيط المدن سماها المجاورة السكنية (the neighbor hood nit) وقد وضع لها مجموعة أسس إذا أحسن تطبيقها طبقاً لظروف كل موقع فإنها تعطي نتائج مرضية من ناحية التكوين كما أنها تكون باعثاً على إنشاء حياة اجتماعية سليمة هذه الأسس هي:
أ- جعل المدرسة الابتدائية مركز للحي وأساس لتحديد عدد سكانها ومساحتها كما يلي:-
يحدد عدد السكان بحيث أن عدد أطفالهم يكفي لإنشاء مدرسة عدد طلابها يحدد حسب توصيات المختصين.
تحديد مساحة الحي بقرض حد أقصى للمسافة التي يمكن أن يسيرها طفل من المسكن إلى المدرسة.
وعلى ضوء ذلك حدد (Perry) النقاط التالية:-
أن تتوسط المدرسة المجاورة السكنية.
أن لا تزيد المسافة بين المدرسة وأبعد بيت عن 800م.
حدد عدد الأطفال للمدرسة بين (1000-1200طفل) وبالتالي يكون عدد السكان حوالي (5000-6000) ساكن.
فرض كثافة سكانية قدرها 10 مساكن في الفدان وبالتالي سوف تكون المساحة حوالي 160 فدان.
أن يلحق بالمدرسة المباني والملاعب التي تجعل منها مركز اجتماعي وثقافي للمدينة.
ب- منع المرور العابر من اختراق المجاورة وتخصص الطرق الداخلية لمرور سكان المجاورة فقط (منع دخول الغرباء) والغرض من ذلك حماية السكان وخاصة الأطفال وتوفير الخصوصية لهم. ولذلك اشترط (Perry) أن تحيط الشوارع الرئيسية للمرور بالمجاورة، أما الشوارع الداخلية فتؤدي من أي مكان في المجاورة إلى مركزها.
جـ: تجميع وتحديد الدكاكين في مكان أو أكثر بالحلي لتحقيق الفصل بين العنصر السكني والعنصر التجاري. واختيرت الأركان موقع لها لتكون قريبة من المساكن وفي طريق السكن ذهاباً وإياباً.
د- إنشاء حديقة عامة للمجاورة السكنية بدلاً من القطع الصغيرة من الحدائق لتوفير حاجة السكان إلى الترفية.
مزايا نظرية المجاورة السكنية:
صححه الاتجاه السائد في توسيع المدينة وتضخمها مما كان ينعكس سلباً على كافة الخدمات الموجودة للسكان.
عن طريق تحديد مواصفات المجاورة السكنية (بحيث تشتمل على ما يلزم لسكانها في حياتهم اليومية ومن الأخطار وتحقيق التناسق في تكوينها) يمكن أن تكون وحدة للتخطيط يمكن على أساسها تنظيم المدينة كلها.
تخطيطات نظرية لمدينة العصر الصناعي
لقد شاهدنا التطور الذي أدى إلى استقرار بعض المبادئ الرئيسية في تخطيط المدن كذلك وجدت جهود لها أهميتها في تطور التخطيط الحديث بدأت موازية لبدء النهضة التخطيطية في اتجاهاتها المختلفة , هذه الجهود كانت تهدف إلى إنشاء وتخطيط لمدينة العصر الصناعي , كما أنها وضعت صورة للتخطيط العضوي لجسم المدينة لتحويلها إلى خلايا واضحة الاستعمالات محددة وتنقسم هذه التخطيطات إلى نوعين رئيسين من حيث الشكل :
1- التخطيط الدائري.
2- التخطيط الشريطي.
التخطيط الدائري
ا-أول ما ظهر هو التخطيط الذي وضعه هاورد ( الجار دن سيتي).
ب- تخطيط المدينة والمدن التابعة .
ج- المدينة الاتحادية أريك جلود.
د- مشروع جاست ون بارد 1939.
مشروع جاست ون بارد سنة 1939م:
نشوء الفكرة:-
بعد إجراء دراسات وتحليلات وإحصاءات تناول فيها كل من تكوين المدينة وسكانها أدرك أن التخطيط لا ينصب على مجرد إجراء رسم تخطيطي، ولكن شخصية المدينة وكيانها ينبعثان من طريقة تكوين وتجميع المجموعات السكنية ومن معالمها الرئيسية وطريقة بنائها، وأن كل حي وكل منطقة من المدينة لها حياتها الخاصة وطابعها المميز الذي يجب أن يتضح في التخطيط.
فكرة المشروع:
أقترح جاست ون بادريه إعادة تكوين المدينة بحيث تتضح المعالم الأصلية للمدينة وذلك عن طريق تأكيد المراكز التي كانت فيما قبل توسيع للمدينة أو مراكز ثانوية أو قرى مجاورة للمدينة حيث يتم تزويدها بالخدمات المطلوبة لجعلها مراكز جديدة حسب الحاجة وكنتيجة تلقائية لذلك سوف يتجه الناس للعيش في هذه المناطق الجديدة وبالتالي فإن المدينة في النهاية ستتكون منت خلايا مختلفة ومتفاوتة الحجم حسب المقتضى ولكل منها مركزه.
المدينة الشريطية سوريا ماتا 1882
لقد تصور سوريا ماتا شريط يربط مدن العالم كلها واقترح أن يمتد طريق عرضه 20 متر يشتمل على سكة حديدية وشبكات المياه والغاز والمجاري , وعلى جانب هذا الطريق يوجد شريط من المناطق السكنية , هكذا يمكن توفير احتياجات سكان المدن مع إبقاء الصلة بين المدينة وبين الطبيعة .
مشروع ميليوتن.
تخطيط شريطي لمدينة ستالينجراد وفكرته إنشاء منطقة للصناعات ممتدة على شكل شريطي يحدها من جانب السكك الحديدية ومن الجانب الأخر منطقة خلاءتحتوي على مباني عامة يوازيها ظريق رئيسي ثم منطقة شريطية للمساكن .
هيلبر زايمر 1924.
3-المدينة المشطية جماعة مارس.
أمثلة لتخطيط المدن الحديثة
مدينة تتسع لثلاثة ملايين نسمة ( لوكوربوزيه )
في عام 1922 قدم المهندس لوكوربوزيه مخططه لتصميم مدينة عصري تتسع لثلاثة ملايين نسمة وتحتوي على عمارات برجية عالية في المركز وقد افترض أن عدد السكان الذين سيقطنون المدينة يبلغ مليون نسمة كما سيقطن مليونان آخران في الضواحي المشجرة للمدينة.
إن المهندس لوكوربوزيه قد صاغ المبادئ الأساسية لتخطيط مثل هذه المدينة:
1- إزالة الشوارع الضيقة .
2- إخلاء أرض مركز المدينة لتعميرها بالعمارات العالية.
3- زيادة كثافة البناء.
4- توسعة رقعة الأرض المشجرة.
5- تصنيف وسائل النقل وتنظيم حركة المرور في مستويات مختلفة.
مدينة كيبل
إن المهندس المعماري كيبل من محبي المدن المثالية ذات المخطط الشعاعي الدائري , حيث اقترح مخططا للمدينة التابعة التي تتسع لستين ألف نسمة وهي مصممة من مساكن تحتوي على شقة واحدة مع قطع أرضية زراعية ملحقة بها , وتقسم أرض المدينة إلى عدة شرائط أرضية شعاعية ضيقة تقام عليها ساحات للألعاب الرياضية والمدارس ورياض الأطفال , ويكون شكل المدينة دائريا تقع في مركزه الخدمات الإدارية والهيئات الإدارية وتحاط منطقة مركز المدينة العام بطريق عام دائري تتفرغ منه شعاعيا نحو المركز عدة طرق رئيسية تقسم المدينة إلى أربعة أقسام , واحد من هذه القطاعات مخصصة للأغراض الصناعية بينما تقع المناطق السكنية في القطاعات الثلاثة الأخرى التي يتألف كل منها من منطقتين تستوعب الواحدة منها عشرة إلف نسمة ويوجد في كل منطقة مركز تجاري عام مدمج .
في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ظهرت الثورة الصناعية نتيجة اكتشاف قوة البخار واستخدامه في الصناعة، وترتب على هذه الثورة تحول العمل اليدوي إلى عمل ميكانيكي، أي حلة الآلة الميكانيكية محل اليد البشرية، وتحول دكان الحرفة أو الورشة الملحقة بالمنزل إلى مصنع قائم بذاته، وتحول الشعب الأوروبي من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي، وتحولت الحياة من الريف إلى الحضر.
كانت بداية الثورة في بريطانية لعدة عوامل:
كانت تمتلك كميات كبيرة من المواد الطبيعية كالفحم والحديد، وبقية المواد الخام كانت تستوردها من مستعمراتها.
امتلاكها لأسواق محلية واسعة وأسواق خارجية في مستعمراتها.
وجود شبكة مواصلات حديثة داخلياً وأسطولاً بحرياً قوياً يصل إلى مستعمراتها.
أدى استعمال الآلات الميكانيكية إلى زيادة الإنتاج وبالتالي اتسعت الأسواق، وأصبح إنتاج السلع ليس مقتصرا على إشباع حاجيات الناس فقط وإنما من أجل الربح أيضاً، وظهر بين المنتج والمستهلك شخص أخر هو الموزع.
الثورة الصناعية الثانية لثورة التكنولوجية:
في منتصف القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية بدأ معدل التغير والتطور يزداد بسرعة هائلة تفوق بمراحل ما حدث في الثورة الصناعية الأولى، ويتمثل هذا التغيير فيما يسمى الآلية في الإنتاج وذلك باستعمال أجهزة إلكترونية، حيث حلت الآلة محل جزء كبير من العمل الذهني أو الفكري.
وترتب على استعمال الآلات الأوتوماتيكية زيادة الإنتاج إلى حد تعجز الأسواق عن امتصاصها، مما جعل الدول الصناعية تفتح أسواق جديدة في الدول النامية فترتب عليه موت التجارة الحرة وظهر اقتصاد مبني على التوسع والاستغلال عرف بالاقتصاد العالمي.
تكوين المدينة وتأثيره على ظروف المعيشة بها
المساكن:
إذا نظرنا إلى مسطح أي مدينة يتبين أن جزءا كبيرا منه تشغله المساكن على شكل مجموعات وأحياء مبعثرة على أطرافها, ويجب أن يكون المسكن محققا لحد أدنى من رغبات الإنسان وان يكون الوسط المحيط به صحيا.
أماكن العمل:
كانت مواقع المصانع والمصالح الحكومية والأعمال والتجارة لا يتفق ووظيفتها وطبيعتها ومصلحة سكان المدينة، بل أسندت في أماكنها بدون أي نظام.
المرور:
ومن خلاله يتضح فشل المدينة بدرجة ملموسة بسبب تكوين المدينة ذاتها وللأسباب التالية:
التوزيع الغير منتظم لجميع عناصر المدينة.
شبكة الطرق الموجودة بالمدينة إما أنها طرق ضيقة متعرجة أو أنها مستقيمة شبكية أو إشعاعية، وعند ظهور السيارات لم تفي هذه الطرق بالوظيفة المطلوبة منها وزاد عجزها عن مجابهة المرور بسبب ضيقها ونتيجة لكثرة التقاطعات ويوجد في كل شارع جميع أنواع المرور (المرور الطولي، والمرور المحلي، والمشاة، وجميع أنواع وسائل النقل)، وكثير من الشوارع ذات المرور الكثيف تقطع وحدة المناطق السكنية والتجارية.
1- البناء المباشر على طول الشارع يسبب اختناق المرور بسبب وجود سيارات منتظرة على جانبي الطريق.
أماكن الترفيه:
بسبب النمو المتزايد للمدينة ضاعت المسطحات الخضراء وبالتالي عانت المدينة نقصا في أماكن الترفيه.
الظروف المناسبة للمعيشة:
أن يحقق المسكن الحد الأدنى من رغبات الإنسان واحتياجاته، وأن يكون الوسط المحيط بالمسكن صحياً.
أن يكون مكان العمل صالحاً للغرض الذي يؤدي به حتى يقبل الإنسان على العمل منشرحاً نشيطاً.
أن يكون الوصول بين المسكن والمعمل سهلاً وأمناً.
توفر قسط من الخدمات والمرافق العامة للترويح عن النفس.
خصائص المساكن في العصر الصناعي:
تتميز بمجموعة من الخصائص تتمثل في:
جزء كبير (حوالي 40%) من المدينة تشغله المساكن على شكل مجموعات مبعثرة على كل أجزائها.
نتيجة التزايد السكاني الكبير صارت معظم الأحياء السكانية مكتظة بالسكان.
معظم المساكن تنقصها التمتع بالقسط الضروري من الهواء والشمس ووجود حديقة وتوفر الهواء والهدوء والخصوصية، وتوفر عدد الحجرات الكافية لعدد السكان.
محاولات الإصلاح في القرن التاسع عشر والعشرين:
1- المشروعات التقدمية في القرن التاسع عشر :
ظهرت في القرن التاسع عشر مشاريع لم ينفذ منها إلا القليل وكانت عبارة عن مجموعات سكنية تتخللها مسطحات خضراء ومزودة ببعض الخدمات العامة الضرورية.
2- محاولات الإصلاح في الاتجاه التجميلي:
بدأت بظهور كتاب القواعد الفنية لتخطيط المدن تأليف المهندس النمساوي Camillositle 1889 والذي يعتبر نقطة التحول في تاريخ تخطيط المدن الحديثة حيث قدم بعض التوجيهات وهي :
ضرورة العدول عن المعالجة السطحية التقليدية للمدن.
الدعوة إلى ضرورة ربط المباني في علاقة توافقية عضوية.
تصميم الشوارع والميادين على اعتبار أنها حيز هو في حد ذاته عنصر من عناصر المدينة.
3- محاولات إصلاح التكوين الانتفاعي للمدينة وتنظيمها لتحسين الظروف المعيشية لسكانها.
وتنقسم إلى قسمين :
1-حركة ال Garden City وما تبعها .
2-تخطيطات نظرية لتنظيم المدن.
حركة garden - city
(مدينة الغد الحدائقية)
نشوء الفكرة:
في نهاية القرن 19 ظهر في إنجلترا كتاب هاورد (haward) والذي أسماه الغد (tomorrow) نادى فيه بفكرة جديدة لتخطيط المدن وهي بنائها من جديد على أساس جديد وقد بنى فكرته على تساؤل: المدينة والقرية أي هذين التكوينين يمكن أن يوفر للإنسان ظروف الحياة الكاملة ؟
وقد وصل إلى أن لكل منهما عيوبه ومزاياه واستخلص من ذلك أن الحياة اللائقة لا تتوفر إلا في ظروف تجتمع فيها مزايا المدينة والقرية وتنتفي فيها عيوبهما.
وعلى ضوء ذلك اقترح إنشاء مدينة جديدة لتحقيق هذا الغرض اسماها مدينة الغد الحدائقية the garden - City of tommorrow.
فكرة مشروع (Garden - City):-
صنف هاورد المدينة لأن تكون مدينة للحياة السليمة والصناعية وقال أنه لا يراد منها أن تكون مستعمرة سكنية مغلقة، ولكن مدينة كاملة العناصر يسكنها عدد معين من السكان لا يزيد ولا يقل عن عدد يكفل بها حياة اجتماعية كاملة.
وقد حدد لها الشروط التالية:-
أن تكون الأرض ملك لسكانها بالاشتراك.
حدد عدد سكانها بنحو 32 ألف نسمة.
إذا احتاج الأمر إلى إسكان أكثر من هذا العدد يكون ذلك بإنشاء مدينة مركزية يسكنها نحو 58 ألف نسمة.
يحيط بالمدينة المركزية المدن الصغرى (Garden - City).
ترتبط المدينة المركزية بالمدن المحيطة بواسطة شبكة دائرية من السكة الحديدية وشبكة إشعاعية من الطرق.
يحيط بكل مدينة المزارع والأراضي الطبيعية (للربط بين المدينة والريف).
مصادر ارتزاق السكان تنقسم إلى نوعين:
أ- الصناعة الموجودة في تخطيط مدينة الغد الحدائقية.
ب- الزراعة الموجودة في الحقول المحيطة بالمدينة.
مما سبق يتضح أن هذه المدينة توفر للسكان كل احتياجاتهم دون الحاجة إلى الانتقال من المدينة، فالسكن موجود والعمل موجود والطبيعة موجودة.
المدن التابعة
نشوء الفكرة:-
بعد ظهور نظرية مدينة الغد الحدائقية وبداية تنفيذها ظهرت بعض التغييرات والتطويرات سعياً في الحصول على أفضل وضع ولإيجاد الراحة التامة للسكان ونتيجة لذلك ظهرت نظرية المدن التابعة حيث تم فيها فصل حركة العمل عن حركة السكان.
الفكرة:
إنشاء مدينة خاصة بالصناعة والعمل فقط تحيط بها مدن أخرى للحياة الاجتماعية والسكن. ونتيجة لهذه الفكرة تم الوصول إلى النقاط التالية:
حول مدينة صناعية قائمة وفي نطاق دائرة نصف قطرها 15كم يتم إنشاء المدن التابعة.
عدد سكان كل مدينة يتراوح بين 3000-10000نسمة مخصصة للسكن.
تحيط بكل مدينة مناطق خالية زراعية تفصل المدينة عن المدن التابعة المجاورة وعن المدينة المركزية.
تركيز كافة أنواع الصناعة في المدينة المركزية فقط.
وقد ترتب على جعل الصناعة في المدينة المركزية:
تزايد الضغط على شبكة ا لطرق نحو المدينة المركزية لأن أوقات الذهاب والخروج من العمل واحدة لكافة السكان في كل المدن التابعة.
صارت المدن التابعة تقتصر في الوظيفة على النوم فقط لأن السكان في غير ذلك يكونون في المدينة المركزية للعمل، ونتيجة لهذا يلاحظ أن المدن التابعة قد مرت بثلاث مراحل للتطور هي:-
أ- الجيل الأول (مدن النوم):- وهي المرحلة الأولى حيث كانت تعتمد اعتماد كامل على المدينة الأم (المركزية) في كل أعمالها واحتياجاتها، أما المدن التابعة فكانت للنوم فقط.
ب- الجيل الثاني:- وفيه انتقلت نوع من الصناعة الخفيفة إلى المدينة التابعة لأجل إيجاد نوع من الحركة والحيوية للمدينة مع الاعتماد على المدينة الأم في الصناعة الرئيسية.
جـ- الجيل الثالث: وفيه توفرت في المدينة كافة احتياجاتها من صناعة وخدمات وغيره وأصبحت مستقلة بذاتها في كافة احتياجاتها ومتطلباتها.
عيوب النظريتين السابقتين:
فكره أن مدينة الغد الحدائقية تتيح للفرد الاستقلالية مع أسرته، أدى ذلك إلى استقلال كل أسرة خلف أسوار منزلها مما أدى إلى انعدام الروابط الاجتماعية بين السكان.
أدت إلى ظهور آلاف الوحدات المتكررة على وتيرة واحدة وبنسبة غير معقولة أضعفت من شكل المدينة وطابعها.
كانت النظرية تراعى الربط بين السكن والعمل ولكن عند التنفيذ لم يراعي ذلك فأنشئت المدن الأخرى دون مراعاة لأماكن العمل . ونتيجة لهذا تم تركيز العمل في مدينة مركزية تتوسط المدن الأحرى وسميت هذه النظرية ( المدن التابعة ) ولكن هذه الطريفة أدت إلى تزايد الضغط على شبكة الطرق نحو المدينة المركزية وتزايد متاعب السكان .
المجاورة السكنية:
الظهور:- ظهرت فكرة المجاورة السكنية في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1923م للمهندس (Perry):
نشوء الفكرة:
مرت هذه الفكرة بعدة مراحل في الميدانين الاجتماعي والإسكاني كما يلي:-
1- الميدان الاجتماعي:
كان لابد من محو التنافر بين سكان الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تعدد العناصر والأجناس المكونة للعشب ولذلك كان الحل هو أن تشترك الجماعة في نشاط عام في ميادين مختلفة مثل (التعليم – الاجتماع 0 الرياضة – الإدارة ... الخ)، فكل مجموعة تشترك في نشاط معين تتولد بينهم روح المودة والإخاء.
وبعد ذلك تم تحديد السكن كميدان للاشتراك وعرف بالحي السكني، والسبب في ذلك هو أن السكن له تأثير على النفس الإنسانية حيث يعطي شعور بالولاء والانتماء، وبذلك ظهرت دعوة لتنظيم وتشجيع النشاط الاجتماعي والثقافي بين سكان كل حي وكانت هذه هي النواة الأولى للمجاورة السكنية.
2- ميدان الإسكان:
كان لتأثير نظرية الغد الحدائقية تأثير كبير على التخطيط في الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين. فظهرت الكثير من المشاريع على غرار هذه النظرية مع وجود بعض المستجدات تتمثل في:
شبكات الطرق تختلف عن التخطيط الشبكي.
تضمين الأحياء السكنية مباني عامة لخدمة سكانها.
استخدام المدرسة كمركز لبعض المشاريع.
الفكرة:
اقترح ببري إنشاء وحدة لتخطيط المدن سماها المجاورة السكنية (the neighbor hood nit) وقد وضع لها مجموعة أسس إذا أحسن تطبيقها طبقاً لظروف كل موقع فإنها تعطي نتائج مرضية من ناحية التكوين كما أنها تكون باعثاً على إنشاء حياة اجتماعية سليمة هذه الأسس هي:
أ- جعل المدرسة الابتدائية مركز للحي وأساس لتحديد عدد سكانها ومساحتها كما يلي:-
يحدد عدد السكان بحيث أن عدد أطفالهم يكفي لإنشاء مدرسة عدد طلابها يحدد حسب توصيات المختصين.
تحديد مساحة الحي بقرض حد أقصى للمسافة التي يمكن أن يسيرها طفل من المسكن إلى المدرسة.
وعلى ضوء ذلك حدد (Perry) النقاط التالية:-
أن تتوسط المدرسة المجاورة السكنية.
أن لا تزيد المسافة بين المدرسة وأبعد بيت عن 800م.
حدد عدد الأطفال للمدرسة بين (1000-1200طفل) وبالتالي يكون عدد السكان حوالي (5000-6000) ساكن.
فرض كثافة سكانية قدرها 10 مساكن في الفدان وبالتالي سوف تكون المساحة حوالي 160 فدان.
أن يلحق بالمدرسة المباني والملاعب التي تجعل منها مركز اجتماعي وثقافي للمدينة.
ب- منع المرور العابر من اختراق المجاورة وتخصص الطرق الداخلية لمرور سكان المجاورة فقط (منع دخول الغرباء) والغرض من ذلك حماية السكان وخاصة الأطفال وتوفير الخصوصية لهم. ولذلك اشترط (Perry) أن تحيط الشوارع الرئيسية للمرور بالمجاورة، أما الشوارع الداخلية فتؤدي من أي مكان في المجاورة إلى مركزها.
جـ: تجميع وتحديد الدكاكين في مكان أو أكثر بالحلي لتحقيق الفصل بين العنصر السكني والعنصر التجاري. واختيرت الأركان موقع لها لتكون قريبة من المساكن وفي طريق السكن ذهاباً وإياباً.
د- إنشاء حديقة عامة للمجاورة السكنية بدلاً من القطع الصغيرة من الحدائق لتوفير حاجة السكان إلى الترفية.
مزايا نظرية المجاورة السكنية:
صححه الاتجاه السائد في توسيع المدينة وتضخمها مما كان ينعكس سلباً على كافة الخدمات الموجودة للسكان.
عن طريق تحديد مواصفات المجاورة السكنية (بحيث تشتمل على ما يلزم لسكانها في حياتهم اليومية ومن الأخطار وتحقيق التناسق في تكوينها) يمكن أن تكون وحدة للتخطيط يمكن على أساسها تنظيم المدينة كلها.
تخطيطات نظرية لمدينة العصر الصناعي
لقد شاهدنا التطور الذي أدى إلى استقرار بعض المبادئ الرئيسية في تخطيط المدن كذلك وجدت جهود لها أهميتها في تطور التخطيط الحديث بدأت موازية لبدء النهضة التخطيطية في اتجاهاتها المختلفة , هذه الجهود كانت تهدف إلى إنشاء وتخطيط لمدينة العصر الصناعي , كما أنها وضعت صورة للتخطيط العضوي لجسم المدينة لتحويلها إلى خلايا واضحة الاستعمالات محددة وتنقسم هذه التخطيطات إلى نوعين رئيسين من حيث الشكل :
1- التخطيط الدائري.
2- التخطيط الشريطي.
التخطيط الدائري
ا-أول ما ظهر هو التخطيط الذي وضعه هاورد ( الجار دن سيتي).
ب- تخطيط المدينة والمدن التابعة .
ج- المدينة الاتحادية أريك جلود.
د- مشروع جاست ون بارد 1939.
مشروع جاست ون بارد سنة 1939م:
نشوء الفكرة:-
بعد إجراء دراسات وتحليلات وإحصاءات تناول فيها كل من تكوين المدينة وسكانها أدرك أن التخطيط لا ينصب على مجرد إجراء رسم تخطيطي، ولكن شخصية المدينة وكيانها ينبعثان من طريقة تكوين وتجميع المجموعات السكنية ومن معالمها الرئيسية وطريقة بنائها، وأن كل حي وكل منطقة من المدينة لها حياتها الخاصة وطابعها المميز الذي يجب أن يتضح في التخطيط.
فكرة المشروع:
أقترح جاست ون بادريه إعادة تكوين المدينة بحيث تتضح المعالم الأصلية للمدينة وذلك عن طريق تأكيد المراكز التي كانت فيما قبل توسيع للمدينة أو مراكز ثانوية أو قرى مجاورة للمدينة حيث يتم تزويدها بالخدمات المطلوبة لجعلها مراكز جديدة حسب الحاجة وكنتيجة تلقائية لذلك سوف يتجه الناس للعيش في هذه المناطق الجديدة وبالتالي فإن المدينة في النهاية ستتكون منت خلايا مختلفة ومتفاوتة الحجم حسب المقتضى ولكل منها مركزه.
المدينة الشريطية سوريا ماتا 1882
لقد تصور سوريا ماتا شريط يربط مدن العالم كلها واقترح أن يمتد طريق عرضه 20 متر يشتمل على سكة حديدية وشبكات المياه والغاز والمجاري , وعلى جانب هذا الطريق يوجد شريط من المناطق السكنية , هكذا يمكن توفير احتياجات سكان المدن مع إبقاء الصلة بين المدينة وبين الطبيعة .
مشروع ميليوتن.
تخطيط شريطي لمدينة ستالينجراد وفكرته إنشاء منطقة للصناعات ممتدة على شكل شريطي يحدها من جانب السكك الحديدية ومن الجانب الأخر منطقة خلاءتحتوي على مباني عامة يوازيها ظريق رئيسي ثم منطقة شريطية للمساكن .
هيلبر زايمر 1924.
3-المدينة المشطية جماعة مارس.
أمثلة لتخطيط المدن الحديثة
مدينة تتسع لثلاثة ملايين نسمة ( لوكوربوزيه )
في عام 1922 قدم المهندس لوكوربوزيه مخططه لتصميم مدينة عصري تتسع لثلاثة ملايين نسمة وتحتوي على عمارات برجية عالية في المركز وقد افترض أن عدد السكان الذين سيقطنون المدينة يبلغ مليون نسمة كما سيقطن مليونان آخران في الضواحي المشجرة للمدينة.
إن المهندس لوكوربوزيه قد صاغ المبادئ الأساسية لتخطيط مثل هذه المدينة:
1- إزالة الشوارع الضيقة .
2- إخلاء أرض مركز المدينة لتعميرها بالعمارات العالية.
3- زيادة كثافة البناء.
4- توسعة رقعة الأرض المشجرة.
5- تصنيف وسائل النقل وتنظيم حركة المرور في مستويات مختلفة.
مدينة كيبل
إن المهندس المعماري كيبل من محبي المدن المثالية ذات المخطط الشعاعي الدائري , حيث اقترح مخططا للمدينة التابعة التي تتسع لستين ألف نسمة وهي مصممة من مساكن تحتوي على شقة واحدة مع قطع أرضية زراعية ملحقة بها , وتقسم أرض المدينة إلى عدة شرائط أرضية شعاعية ضيقة تقام عليها ساحات للألعاب الرياضية والمدارس ورياض الأطفال , ويكون شكل المدينة دائريا تقع في مركزه الخدمات الإدارية والهيئات الإدارية وتحاط منطقة مركز المدينة العام بطريق عام دائري تتفرغ منه شعاعيا نحو المركز عدة طرق رئيسية تقسم المدينة إلى أربعة أقسام , واحد من هذه القطاعات مخصصة للأغراض الصناعية بينما تقع المناطق السكنية في القطاعات الثلاثة الأخرى التي يتألف كل منها من منطقتين تستوعب الواحدة منها عشرة إلف نسمة ويوجد في كل منطقة مركز تجاري عام مدمج .