تخطيط المدن من المهن الي تتسم بالدقة والموضوعية لما له من اهمية في حياة الانسان,حيث تمثل المدينة البيئة المريحة التي تتوفر فيها كل متلطبات الحياة,لذا استغل كل الامكانات المتاحة العقلية والمادية في سبيل التوصل الى اعلى المستويات في تخطيط المدن وتصميم الابنية,وقد كان للتقدم التكنولوجي الدور الفاعل في تطور المخططات والتصاميم, والتي لم يكن الكثير منها بالمستوى الذي يطمح الانسان الى تحقيقه,وذلك لفقدان الكثير من المدن العديد من خصائصها ذات العلاقة بحياة الانسان وراحته,بسبب ارتفاع نسبة التلوث واختفاء المساحات الخضراء, وزحمة المرور, وقد تحسس الانسان العربي ذلك قبل غيره, حيث كان يعيش في احضان الطبيعة مثل الصحراء الواسعة والبيت العربي القديم المفتوح الى الداخل,اذ تتوسطه الساحة الواسعة التي يتم الاعتناء بها من حيث الاشجار والورود والنافورات,وتعد مكان لتجمع العائلة بعيدا عن انظار المحيط المجاور ويضم عدد كبير,كما كان لتلك الساحات او الباحات كما يسميها البعض الاثر الكبير في تغير هواء الغرف المحيطة بها,ومن خصائص الابنية القديمة انها مرتفعة السقوف مما يؤدي الى حدوث دورة رياح داخل الغرفة الواحدة,اذ تهبط الرياح الباردة وترتفع الرياح الدافئة,وكانت المواد المستخدمة في البناء هي الصخور والجص والخشب وهي مواد غير موصلة للحرارة اومواد عازلة رديئة التوصيل للحرارة,لذا تحافظ على برودة وحرارة المسكن,الا ان التحول الكبير وبسرعة الى التصاميم الحديثة حيث المخططات المفتوحة الى الخارج اذ يشرف كل ما يحيط بالبيت عليه,كما تم استخدام مواد صناعية في البناء مثل البلوك او الطوب الاسمنتي والذي يعد موصل جيد للحرارة اذ يعمل على زيادة الحرارة عند ارتفاعها وبالعكس,كما استخدمت النوافذ الزجاجية الواسعة التي اسهمت هي الاخرى في نفاذ الاشعة الى الداخل وعدم السماح للحرارة بالتسرب الى الخارج,كما تم تخفيض ارتفاع السقوف بشكل لم يسمح بحدوث دورة رياح في الغرف,فضلا عن التحول من البيوت المستقلة الى الشقق الضيقة المساحة وفي ادوار متعددة,وقد انعكست اثار ذلك على حياة الانسان وتصرفاته وعلاقته الاجتماعية,فقد اصبح الانسان اسير الجدران والابنية الشاهقة واصبحت علاقته بالطبيعة محدودة وخاصة في المدن التي انحسرت فيها المساحات الخضراء,وقد تشنجت العلاقات الاجتماعية وحتى على مستوى الاسرة الواحدة,حيث اصبح الضيف يشكل ثقلا على العائلة التي يزورها مهما كانت درجة قرابته حتى لو كان اخا او اختا لضيق المكان,
وعليه يجب على مخطط المدن ان يتحمل
المسئولية في وضع تصاميم ومخططات وفق اعتبارات اساسية يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار منها:
1- الوضع الطبيعي المتمثل بطبوغرافية الموضع والخصائص المناخية السائدة,حيث يمثل كل من التضاريس والمناخ عناصر طبيعية مهيمنة على النشاط البشري بانواعه,فلابد ان يكون العمران منسجم مع الواقع الطبيعي.
2- الواقع الاجتماعي المتمثل بطبيعة الحياة الاجتماعية من حيث العادات والتقاليد والثقافة,وعلينا ان نبتعد عن التصاميم والمخططات المستوردة التي لاتنسجم في كثير من الاحيان مع واقعنا وخصوصية مجتمعاتنا.
3- تحقيق التجانس الحضري العمراني بين ما هو قائم من عمران والجديد ,في الوقت الحاضر وفي المستقبل,كما يجب تحقيق التجانس في توزيع استعمالات الارض الحضرية,وان تكون وفق المعايير المعتمدة على المستويات الحلية والعالمية.
4- ان تتحقق متطلبات الانسان الاساسية المتمثلة بمايأتي:
أ-المسكن المريح الذي يتضمن كل الجوانب الاساسية من حيث التخطيط والتصميم والتي تحقق له الراحة والامان.
ب- التفكير بنشاط اقتصادي لتوفير فرص عمل لسكان المدينة سواء ضمن المدينة او بالقرب منها.
ت-توفير مناطق ترفيهية تنسجم مع اعمار السكان ومستوياتهم الثقافية والعلمية.
ث-تخطيط شبكة طرق ومواصلات تخدم جميع السكان وتسهل عملية انتقالهم بين اجزاء المدينة ومع المدن الاخرى,ومراعاة تزايد عدد السيارات وتوفير مواقف كافية تنسجم مع الكثافة السكنية وتركز الانشطة المختلفة,والحد من توقف السيارات في الطرق الرئيسة لضمان انسيابية المرور.
ح- تخطيط الخدمات المجتمعية( المدارس,الصحة,الانشطة الترفيهية) والبنية التحتية(ماء,كهرباء,مجاري الصرف الصحي,النفايات الصلبةوالخدمات البريدية) وفق المعايير المساحية والكمية المعتمدة, وتوزيعها بشكل عادل على كل سكان المدينة,وان تكون ذات كفاءة اداء عالية من خلال استخدام احدث التقنيات في ادارتها.
5-الربط بين الاصالة والمعاصرة من خلال استيعاب ماهو جديد والمحافظة على ماهو قيم من الموروث الحضاري المعماري والذي يحقق الراحة والامان للانسان.
مقال للاستاذ الدكتور خلف حسين الدليمي
وعليه يجب على مخطط المدن ان يتحمل
المسئولية في وضع تصاميم ومخططات وفق اعتبارات اساسية يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار منها:
1- الوضع الطبيعي المتمثل بطبوغرافية الموضع والخصائص المناخية السائدة,حيث يمثل كل من التضاريس والمناخ عناصر طبيعية مهيمنة على النشاط البشري بانواعه,فلابد ان يكون العمران منسجم مع الواقع الطبيعي.
2- الواقع الاجتماعي المتمثل بطبيعة الحياة الاجتماعية من حيث العادات والتقاليد والثقافة,وعلينا ان نبتعد عن التصاميم والمخططات المستوردة التي لاتنسجم في كثير من الاحيان مع واقعنا وخصوصية مجتمعاتنا.
3- تحقيق التجانس الحضري العمراني بين ما هو قائم من عمران والجديد ,في الوقت الحاضر وفي المستقبل,كما يجب تحقيق التجانس في توزيع استعمالات الارض الحضرية,وان تكون وفق المعايير المعتمدة على المستويات الحلية والعالمية.
4- ان تتحقق متطلبات الانسان الاساسية المتمثلة بمايأتي:
أ-المسكن المريح الذي يتضمن كل الجوانب الاساسية من حيث التخطيط والتصميم والتي تحقق له الراحة والامان.
ب- التفكير بنشاط اقتصادي لتوفير فرص عمل لسكان المدينة سواء ضمن المدينة او بالقرب منها.
ت-توفير مناطق ترفيهية تنسجم مع اعمار السكان ومستوياتهم الثقافية والعلمية.
ث-تخطيط شبكة طرق ومواصلات تخدم جميع السكان وتسهل عملية انتقالهم بين اجزاء المدينة ومع المدن الاخرى,ومراعاة تزايد عدد السيارات وتوفير مواقف كافية تنسجم مع الكثافة السكنية وتركز الانشطة المختلفة,والحد من توقف السيارات في الطرق الرئيسة لضمان انسيابية المرور.
ح- تخطيط الخدمات المجتمعية( المدارس,الصحة,الانشطة الترفيهية) والبنية التحتية(ماء,كهرباء,مجاري الصرف الصحي,النفايات الصلبةوالخدمات البريدية) وفق المعايير المساحية والكمية المعتمدة, وتوزيعها بشكل عادل على كل سكان المدينة,وان تكون ذات كفاءة اداء عالية من خلال استخدام احدث التقنيات في ادارتها.
5-الربط بين الاصالة والمعاصرة من خلال استيعاب ماهو جديد والمحافظة على ماهو قيم من الموروث الحضاري المعماري والذي يحقق الراحة والامان للانسان.
مقال للاستاذ الدكتور خلف حسين الدليمي